شؤون دولية
في خطوة نوعية لمعالجة هذه التحديات، أعلنت الحكومة السعودية عن توقيع عقد بقيمة 53 مليون دولار أمريكي مع شركة بارسونز Parsons، الرائدة عالميًا في الهندسة والبنية التحتية، لتنفيذ برنامج تطوير الطرق الرئيسية والدائرية داخل الرياض، حيث يشمل المشروع تحسين أكثر من 500 كيلومتر من الطرق في المدينة ومحيطها.
أهداف المشروع ودور بارسونز
تهدف هذه الشراكة إلى:
- إدارة مشاريع الطرق الكبرى والتنسيق بين الأعمال التطويرية.
- توسعة شبكة الطرق وتحسينها لاستيعاب النمو السكاني والاقتصادي.
- إدخال حلول نقل ذكية لتعزيز الانسيابية وتقليل وقت التنقل.
- تقليل نقاط الاختناق المروري ورفع كفاءة الطرق.
- تحسين أنظمة النقل العام ضمن استراتيجية شاملة للتنقل الحضري.
- تقييم أداء الطرق السريعة ووضع توصيات لتحسين تدفق المركبات.
أهمية المشروع في ظل النمو السكاني
تشير التقارير إلى أن عدد سكان الرياض حاليًا 7.5 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 8.3 مليون بحلول عام 2030، مما يزيد الضغط على البنية التحتية المرورية. ووفقًا لمؤشر TomTom Traffic Index، يقضي سكان الرياض 91 ساعة سنويًا في الزحام، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية ويزيد من التوتر النفسي وتلوث الهواء، إلى جانب خسائر اقتصادية تُقدر بـ 28 مليار ريال سنويًا.
استراتيجيات حل أزمة المرور في الرياض
يؤكد الباحث السعودي عبدالرحمن بن ناجي الأيداء أن الحل يتطلب ثلاث محاور مترابطة:
- توسعة الطرق وزيادة سعتها عبر بناء طرق جديدة، وتوسيع الموجودة، وإنشاء أنفاق وجسور في المناطق الحرجة.
- تقليل عدد المركبات اليومية من خلال تعزيز النقل العام، وتفعيل سياسات العمل والتعليم عن بعد، وتشجيع النقل البديل للبضائع.
- تحسين التخطيط الحضري بوضع تنظيمات مرورية أكثر فاعلية، وإعادة توزيع الاستخدامات العمرانية لتقليل الحاجة للتنقل المكثف.
النقل العام.. محور أساسي في استراتيجية الحل
تولي الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتطوير النقل العام، ويشمل ذلك:
- شبكة قطارات الرياض، التي تُعد أحد أكبر مشاريع النقل في الشرق الأوسط.
- نظام الحافلات الذي يربط الأحياء والمراكز الحيوية.
- مسارات مخصصة للنقل الجماعي لتشجيع السكان على التخلي عن استخدام السيارات الخاصة.
دور رؤية السعودية 2030 في تطوير النقل الحضري
تسعى رؤية 2030 إلى تحويل مدينة الرياض إلى نموذج عالمي للمدن الذكية، يتمتع ببنية تحتية متطورة واقتصاد متنوع، ويدعم جودة الحياة لسكان المدينة، عبر تحقيق أهداف مثل:
- تحسين نوعية الحياة عبر وسائل نقل حديثة ومستدامة.
- تطوير بيئة حضرية صحية بتقليل الانبعاثات والتلوث.
- جذب الاستثمارات والسياح عبر تقديم مدينة متقدمة ومتصلة عالميًا.
- تهيئة الرياض لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
مستقبل الرياض نحو بيئة حضرية متطورة
مع استمرار الجهود لإصلاح أزمة الازدحام المروري، وإدخال مشاريع نقل متقدمة بالتعاون مع بارسونز، تسير الرياض نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة، حيث تلتقي التنمية الحديثة بالراحة والابتكار، مما يعزز مكانة المملكة عالميًا ويحقق جودة حياة مثالية لسكان العاصمة
