قمة شنغهاي للتعاون: بوتين وأردوغان يعززان الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما
اجتماع قادة روسيا وتركيا على هامش قمة منظمة شنغهاي
في سياق القمة الخامسة والعشرين لقادة دول منظمة شنغهاي للتعاون، التي انعقدت في مدينة تيانجين الصينية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لبحث سبل تعزيز علاقات البلدين بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الأهمية المشتركة.
أسس الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وأنقرة
وقد أكد الزعيمان أن التعاون بين روسيا وتركيا مستند إلى أسس متينة في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية. وأبرز الرئيس بوتين أن تركيا تُعد “شريكًا موثوقًا” أثبت كفاءته في إطار العلاقات الثنائية وأيضًا على الساحة العالمية. وفي السياق نفسه، أكد الرئيس أردوغان أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا مستمرًا قائمًا على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشددًا على أهمية توسيع التعاون في مجالات حيوية مثل التجارة، والسياحة، والاستثمار، والطاقة.
النقاش حول القضايا الإقليمية والدولية
لم يقتصر اللقاء على بحث العلاقات الثنائية فقط، بل شمل أيضًا مناقشة القضايا الدولية والإقليمية العاجلة. وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا ستواصل جهودها من أجل تحقيق “سلام عادل ودائم”، مشيرًا إلى الدور التركي الحيوي في استضافة المفاوضات السابقة بين كييف وموسكو في إسطنبول، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات لتبادل الأسرى.
الأوضاع في غزة وسوريا
كما ناقش الزعيمان تطورات الوضع في قطاع غزة والنزاع المستمر هناك، وأكدا على أهمية الحفاظ على الوحدة السياسية في سوريا. علاوةً على ذلك، تطرق الحديث إلى قضايا منطقة القوقاز، حيث أكد الرئيس أردوغان على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام محتمل بين أذربيجان وأرمينيا، وهذا بعد توقيع “خريطة الطريق للسلام” في الشهر الماضي.
توسيع التعاون الاقتصادي
في ختام اللقاء، اتفق الرئيسان على ضرورة زيادة أطر التعاون في مجالات متعددة، خاصة في مجالات الطاقة، والتجارة، والاستثمار، والسياحة. وأعربا عن أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق مزيد من المبادرات المشتركة التي تصب في مصلحة الشعبين وتعزز الاستقرار في المنطقة.
كما أعرب الرئيس بوتين عن تقديره للجهود التركية في تحقيق الاستقرار الإقليمي وحل النزاعات، مؤكدًا أن موسكو تضع ثقتها في استمرار الحوار البناء مع أنقرة لتحقيق الأهداف المتبادلة. واعتبر أن الشراكة القائمة بين البلدين تمثل نموذجًا ناجحًا يمكن أن يترك أثرًا إيجابيًا على المستوى الدولي.
