[تزايد الهجوم الإسرائيلي على غزة وسط اتهامات بالإبادة الجماعية]
تصعيد الهجوم الإسرائيلي على غزة وتأكيد الإبادة الجماعية
شهدت مدينة غزة، صباح اليوم الاثنين، زيادة ملحوظة في الهجمات الإسرائيلية، حيث توغلت الدبابات في أحياء المدينة، بالتزامن مع دعم جمعية دولية رائدة من علماء الإبادة الجماعية لقرار يثبت أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع يُعتبر إبادة جماعية.
الهجوم الميداني وتوغل الدبابات
أفاد شهود عيان ومسؤولون فلسطينيون بأن الدبابات التابعة للجيش الإسرائيلي توغلت في عدة مناطق من مدينة غزة، مما يدل على توسع العملية العسكرية. وذكرت وكالة “رويترز” أن القوات الإسرائيلية أدخلت مركبات مدرعة قديمة إلى حي الشيخ رضوان المكتظ بالسكان، وقامت بتفجيرها عن بُعد، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل وتهجير عائلات بأكملها. كما وقامت القوات بإسقاط منشورات تحذيرية تطلب من السكان التوجه نحو الجنوب تمهيدًا لتوسيع نطاق الهجوم ليشمل الجزء الغربي من المدينة.
تتزامن هذه الأحداث مع استمرار الاشتباكات الشديدة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تواصل مواجهتها ضد حركة “حماس” في مختلف أرجاء القطاع. وأشار الجيش إلى أنه قام خلال الساعات الأخيرة بقصف العديد من الأهداف التي يصفها بالاستراتيجية، فضلاً عن مواقع يُزعم أنها استخدمت لشن هجمات ضد الجنود الإسرائيليين. من جهة أخرى، أفادت مصادر فلسطينية أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 19 شخصًا على الأقل، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل متزايد.
دعم دولي لاتهامات الإبادة الجماعية
في تطور بارز على الصعيد الدولي، أعلنت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، التي تُعدّ الأكبر في هذا المجال، عن تأييدها لقرار يعتبر أن تصرفات إسرائيل تستوفي معايير الإبادة الجماعية. وقد صوت 86% من بين 500 عضو في الجمعية لصالح القرار، الذي يشير إلى أن “سياسات إسرائيل في غزة تتوافق مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية كما هو موضح في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948”.
ورغم ذلك، لم تُصدر وزارة الخارجية الإسرائيلية أي تعليق فوري بشأن هذا القرار. وقد نَفت إسرائيل بشدة سابقًا الاتهامات بالإبادة الجماعية، وتعمل حاليًا على مواجهة دعوى قضائية مرفوعة ضدها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجمعية التي تأسست عام 1994 قد أصدرت تسعة قرارات سابقة تعترف بأحداث تاريخية تعتبر إبادة جماعية، مما يعزز من أهمية قرارها الأخير حول الوضع في غزة.
الخلفية الإنسانية للأزمة
تنطلق الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 بعد وقوع هجوم نفذته حركة “حماس” على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وسقوط أكثر من 250 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية. منذ ذلك الحين، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مقتل حوالي 63 ألف فلسطيني، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية في القطاع. كما أصبح جميع سكان غزة تقريبًا مجبرين على النزوح من بيوتهم مرة واحدة على الأقل، مما أدى إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة.
