شهدت محافظة المنيا مساء اليوم السبت حادثاً مأساوياً هز المنطقة المحيطة بنادي الشرطة، حيث وقع انفجار ضخم أسفر عن سقوط قتيل ومصاب في حالة حرجة، وسط حالة من الهلع والفزع بين المواطنين.
حادث كبير في المنيا
في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، دوى صوت انفجار هائل في المنطقة المحيطة بنادي الشرطة بمدينة المنيا، مما أثار حالة من الذعر الشديد بين سكان المنطقة. وبحسب شهود العيان، فإن الانفجار كان قوياً لدرجة أنه سُمع على بعد كيلومترات عديدة، وتسبب في تحطم زجاج بعض المباني المجاورة. الأهالي هرعوا من منازلهم في حالة من الفزع، والبعض ظن أن الأمر “قنبلة أو حاجة كبيرة”، قبل أن تتضح الصورة لاحقاً.

أسباب حادث المنيا
تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمديرية أمن المنيا بلاغاً عاجلاً يفيد بوقوع انفجار ضخم، وعلى الفور انطلقت القوات الأمنية مصحوبة بعدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث. المشهد كان مأساوياً، حيث عثرت القوات على جثة متفحمة لأحد الأشخاص، بينما كان شخص آخر يعاني من حروق بالغة في أنحاء متفرقة من جسده. بدأت الأجهزة الأمنية فوراً في تأمين المنطقة وإبعاد المتجمهرين، فيما شرعت فرق المعمل الجنائي في معاينة موقع الانفجار لتحديد أسبابه. تم تفريغ كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط نادي الشرطة، كما جرى استجواب عدد من شهود العيان للوقوف على ملابسات الحادث بدقة.
الأرقام والإحصائيات المقلقة
وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة لعام 2024، تشهد مصر سنوياً ما يقارب 1500 حادث انفجار لأسطوانات الغاز، يسفر عنها أكثر من 300 حالة وفاة. محافظة المنيا وحدها سجلت 47 حادثاً مشابهاً خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 15% عن عام 2023. الخبراء يرجعون هذه الزيادة المقلقة إلى عدة عوامل، منها استخدام أسطوانات مغشوشة، وإهمال إجراءات الأمان، فضلاً عن قدم شبكات الغاز في بعض المناطق. أحد خبراء السلامة المهنية صرح قائلاً: “معظم الحوادث يمكن تجنبها بالصيانة الدورية”.
التداعيات والدروس المستفادة
الحادث المأساوي أعاد فتح ملف السلامة المنزلية في مصر، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء حيث يزداد استخدام أسطوانات الغاز. السلطات المحلية في المنيا أعلنت عن حملة توعية عاجلة لفحص الأسطوانات والتوصيلات في المنازل. المصاب الذي نُقل إلى مستشفى المنيا الجامعي يخضع حالياً للعلاج المكثف، ويعاني من حروق من الدرجة الثالثة في 60% من جسده.
حررت النيابة العامة محضراً بالواقعة وباشرت التحقيقات الفورية، فيما تواصل الأجهزة المختصة جهودها لكشف ملابسات الحادث الأليم. يبقى السؤال المُلح: متى ستتخذ إجراءات حاسمة لوقف نزيف الأرواح بسبب حوادث الغاز المتكررة؟