نهاية نغمة هادئة في سيمفونية مدريدية صاخبة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هاي كورة (بقلم توماس رونسيرو – as)

برحيل لوكا مودريتش، لا يغادرنا مجرد لاعب… بل يغادرنا جزء من روح ريال مدريد.

نعم، نجني دماءً شابة ومواهب واعدة، لكن في المقابل نخسر شيئاً نادراً: القيادة، الهيبة، والحكمة المتراكمة على مدى أكثر من عقد.

لم تعد الأعذار كـ”العمر” و”بطاقة الهوية” تقنع أحداً، فالحكمة لا ترتبط بعدد السنوات.

قبل أسبوعين، قفز مودريتش إلى أرضية ملعب مونتجويك، ليوقف نزيف الأهداف أمام برشلونة.

بعمر 39، سيطر على إيقاع الكلاسيكو، واستخلص كرة ثمينة وصنع بها هدفاً أعاد التوازن ولو مؤقتاً للهزيمة القاسية.

بعدها بأيام، كان من القلائل الذين لعبوا بكل شغف في مباراة لا تحمل أي معنى رياضي على ملعب بيزخوان.

هكذا كان لوكا في 13 عاماً بقميص الريال: مايسترو بأخلاق القادة، ومثل أعلى للشباب، وصديقاً وفياً للقدامى.

ست بطولات دوري أبطال أوروبا، حب صادق لمدريد، واحترام أينما حل.

كان يحلم بـ”رقصة أخيرة” قبل أن يُسدل الستار، مستعداً لدور ثانوي وتضحية مالية أخرى، فقط ليبقى مع الفريق الذي أحب.

لكن عالم اليوم لا يتذكر من قدّم، بل يركض وراء من يعد بالمستقبل.

برحيله، لا يتبقى من جيل كييف 2018 سوى كارفاخال، آخر المحاربين.

نجدد الدماء؟ نعم. لكن لا تنسوا: الزعامة لا تتوارث بسهولة… والعباقرة لا يُستبدلون.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً