شؤون دولية

تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في تاريخها، وهو مشروع الجسر البري الذي سيُحدث ثورة في حركة التجارة واللوجستيات العالمية. يهدف هذا المشروع الطموح إلى ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر، ليُعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي رئيسي.
تفاصيل المشروع العملاق: اختصار الزمن وزيادة الكفاءة
يمتد الجسر البري لمسافة 1300 كيلومتر، وسيُشكل شرياناً حيوياً يربط بين موانئ البحر الأحمر والخليج العربي عبر شبكة حديثة من خطوط السكك الحديدية. هذا الربط سيُقلل بشكل كبير من الاعتماد على النقل بالشاحنات التقليدية، ويُحدث نقلة نوعية في زمن نقل البضائع، حيث سيختصر المدة الحالية من خمسة أيام إلى أقل من 72 ساعة فقط.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الربط اللوجستي بين الشرق والغرب داخل المملكة وخارجها، مما سيدعم حركة التجارة الدولية بشكل غير مسبوق.
رؤية 2030: استثمار بـ 50 مليار دولار لتحقيق التنمية المستدامة
وفقاً لوزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية، فإن المشروع حالياً في مرحلة الإعداد، ومن المقرر طرح مناقصاته خلال العام الجاري. من المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع حوالي 50 مليار دولار، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه في عام 2030.
يأتي هذا المشروع الطموح في صميم رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط. يرى الخبراء أن الجسر البري سيكون له تأثير اقتصادي هائل، حيث سيُسهم في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الصادرات السعودية.
وفي هذا السياق، صرح وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، صالح الجاسر، بأن “الجسر البري مشروع وطني مهم، وسيلعب دوراً محورياً في تعزيز تنافسية المملكة في الاقتصاد العالمي”.