تحل اليوم، الأربعاء، الذكرى السنوية لرحيل المخرج الكبير مدحت السباعي، الذي فارق الحياة في مثل هذا اليوم من عام 2014 عن عمر ناهز 65 عامًا، بعد رحلة فنية طويلة ومؤثرة، استطاع خلالها أن يترك بصمته على السينما والدراما المصرية بأعمال تحمل توقيعًا خاصًا لا يُنسى.

مشوار بدأ من عائلة فنية.. وانتهى بإرث لا يُمحى
ولد السباعي في 25 أغسطس 1949 وسط بيئة فنية أثرت تكوينه، فوالده هو الشاعر الغنائي المعروف اللواء عبد المنعم السباعي، الذي كتب لكبار النجوم مثل أم كلثوم، عبد الوهاب، شادية، ونجاة الصغيرة. هذا الجذر الفني أثمر عن مخرج صاحب رؤية، لا يسير خلف المألوف، بل يبحث دومًا عن التميز.
بدأ مدحت السباعي مسيرته السينمائية بفيلم “وقيدت ضد مجهول” عام 1981، ثم واصل تقديم أعمال تنوعت بين التشويق والدراما الاجتماعية، أبرزها: “امرأة آيلة للسقوط”، “الجريح”، “حارة الجوهرى”، “ثلاثة على مائدة الدم”، وفي عام 2013، كتب وأخرج مسلسل “نظرية الجوافة”، الذي جمعه بابنته الفنانة ناهد السباعي لأول مرة أمام الكاميرا.
الحياة الخاصة.. والزيجات المتعددة
تزوج السباعي من المنتجة ناهد فريد شوقي، ابنة النجمين الكبيرين فريد شوقي وهدى سلطان، وأنجب منها ناهد ونجوى السباعي، واللتين تابعتا مشوارهما الفني كلٌّ بطريقتها، وقد أثارت تصريحاتهما في بعض المقابلات جدلًا، خاصة حين كشفت ناهد أن والدها تزوج 18 مرة، وقالت: “أنا مستحيل أرتبط بحد اتجوز 18 مرة، أنا بحب أتحب لوحدي وبس”.
الوداع الأخير.. بعد صراع مرير مع المرض
في أواخر أيامه، أصيب السباعي بجلطة دماغية دخل على إثرها العناية المركزة لمدة شهرين، قبل أن يرحل في 21 مايو 2014، شيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود بحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام، في وداع يليق بتاريخه وإسهاماته.
مدحت السبا تمعي رحل جسدًا، لكن أعماله ما زالت تنبض بالحياة، شاهدة على مخرج عاش الفن بكل جوارحه وترك أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الدراما المصرية.