مظاهرات في جنوب سوريا: أعلام إسرائيل تتعانق مع أعلام الدروز والأكراد
تصاعد التوترات في جنوب سوريا: مظاهرات تدعو للاستقلال
في إطار الحراك الشعبي المتزايد في درعا، لوحظت في السويداء حركة احتجاجية تحمل طابعًا انفصاليًا، حيث قام المتظاهرون برفع أعلام إسرائيل إلى جانب رايات الدروز وأعلام الإدارة الذاتية الكردية. ذلك جاء يدعو لتحقيق استقلال ما يُعرف بـ’دولة جبل الباشان’، وهو الاسم الذي استخدمه الاحتلال الصهيوني بشكل تاريخي لمنطقة جبل العرب. تزامنًا مع ذلك، أطلق شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، دعوة صريحة لـ’استقلال المنطقة الجنوبية’ من الدولة السورية.
مظاهرات في السويداء ترفع علم إسرائيل
حراك شعبي في درعا لدعم التنمية
تتزامن هذه الدعوات الانفصالية مع حملة مجتمعية كبيرة في درعا، المدينة التي تُعتبر مهد الثورة السورية، بعنوان ‘أبشري حوران’ بغرض دعم المشاريع التنموية. وقد تجاوزت الحملة التبرعات المقدرة بمبلغ يزيد عن 40 مليون دولار أمريكي.
دعوات الهجري تدعو للاستقلال
في مقطع فيديو، شدد الهجري على أهمية دعواته الاستقلالية معتبرًا أن ‘الاستقلال هو ضرورة لا بد منها’. وزعم أن هدفه هو ‘حماية السلامة والكرامة’ للطائفة الدرزية. وقد عاد الهجري لتوسيع نطاق دعوته لتشمل ‘الجنوب السوري’ بكامله، الذي يضم محافظات دمشق وأجزاء من ريفها، بالإضافة إلى السويداء ودرعا والقنيطرة.
ردود أفعال رسمية على دعوات الانفصال
من جانبه، انتقد محافظ درعا، أنور طه الزعبي، دعوات الهجري، ووصفها بأنها ‘أحلام غير قابلة للتحقيق’. وأكد الزعبي في تصريحات له أن ‘الجنوب السوري جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، ولا يحق لأحد الحديث عن استقلاله’. كما أكد على موقف الشعب في الجنوب، الذي لن يتخلى عن حلم الدولة المأمولة منذ 54 عامًا.
فعلية ‘أبشري حوران’ دعمًا للتنمية
على صعيد آخر، أُطلقت حملة ‘أبشري حوران’ من خلال احتفالية كبيرة في مدرج بصرى الشام الأثري، بحضور عدد من الوزراء وشخصيات دينية واجتماعية. تهدف الحملة إلى تنفيذ مشاريع تنموية تشمل إعادة ترميم 735 مدرسة، ومراكز صحية، ومصادر لمياه الشرب.
وقد حضر الفعالية شخصيات من منطقة السويداء، مثل الشيخ ليث البلعوس والشيخ سليمان عبد الباقي، حيث تم استقبالهم بشكل حار. وأكد الشيخ عبد الباقي عبر حسابه على ‘فيسبوك’ أنهم ‘سيظلون مخلصين لأهلنا السوريين… لبناء دولة قائمة على العدل والقانون، ولا يحق لأحد التحدث باسمنا’. وأضاف ‘نحن أبناء هذه الأرض… وسوريا للجميع’.
تباين التطلعات في جنوب سوريا بعد التغيير
تعكس هذه التطورات التوجهات المتباينة في جنوب سوريا بعد انهيار النظام، حيث بينما تسعى بعض الجهات نحو تعزيز الوحدة وإعادة الإعمار، تتصاعد الدعوات الانفصالية التي تدعمها شخصيات مثيرة للجدل.