
دعوات دولية ومحلية لوقف الانفلات والاعتداءات في السويداء جنوب سوريا وتأكيد على وحدة سوريا ورفض النزعات الانفصالية
ففي ظل تصاعد التوتر في محافظة السويداء جنوب سوريا، وتزايد حدة المواجهات بين مكونات محلية، أطلق عدد من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية تصريحات قوية، حملت رسائل واضحة ضد الاعتداءات الإسرائيلية، والانفلات الأمني، والنزعات الانفصالية، مشددين على أولوية الحل السياسي في سوريا، ورفض أي تدخل خارجي من شأنه تقويض السيادة السورية أو زرع الفتنة الطائفية.
الأمم المتحدة: إسرائيل تنتهك السيادة السورية ويجب وقف استفزازاتها فوراً
أعلن جير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، في بيان صدر اليوم، أن “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً”.
وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للعملية السياسية في سوريا، وفق القرار الأممي 2254، لتحقيق انتقال سياسي حقيقي وشامل ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً.
وأكد بيدرسون أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق والسويداء تسهم في تعقيد الأوضاع، وتُعرض المدنيين للخطر، معتبراً أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الجاد لحماية المدنيين السوريين ودعم الحوار السياسي.
شيخ عقل الدروز في لبنان: لا لحماية إسرائيل ونرفض التقسيم
من جهته، وجّه الشيخ سامي أبي المنى، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سلسلة مواقف بارزة خلال كلمة له بشأن التطورات في السويداء، مؤكداً رفض أي طلب لحماية إسرائيلية، لأنها تُسيء إلى تاريخنا وهويتنا الوطنية.
وشدد على أن القلق الذي تعانيه الأقليات لا يمكن أن يُعالَج إلا عبر عدالة الأكثرية، مؤكداً رفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا أو لبنان.
كما عبّر عن أسفه لـ”الاعتداء على الآمنين من جميع الأطراف في السويداء، وأكد تضامن الطائفة الدرزية في لبنان مع كل الأبرياء المتضررين من نيران المواجهات.
ودعا الشيخ أبي المنى إلى صيانة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً لوقف إطلاق النار في المحافظة وفتح باب المصالحة الشاملة التي تعزز التماسك الوطني وتمنع الفتنة الطائفية.
وليد جنبلاط: لا تشوهوا تاريخ سلطان باشا الأطرش والسويداء قلب سوريا
وفي موقف لافت، حذّر الزعيم الدرزي والنائب اللبناني السابق وليد جنبلاط من “محاولات تشويه تاريخ جبل العرب ورموزه الوطنية، وفي مقدمتهم سلطان باشا الأطرش”.
وقال جنبلاط: “البعض اليوم يرفع شعارات الحماية والتقسيم باسم الدروز، وهذا أمر خطير يجب أن يُواجَه بالحكمة”.
وأضاف: “البدو جزء لا يتجزأ من السويداء، وهم أهلنا وشركاؤنا في الأرض والتاريخ”، مطالباً بـ”تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف الحقيقة حول ما جرى من اعتداءات على الطرفين”.
كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في السويداء وبدء حوار داخلي تحت رعاية وطنية، مؤكداً أن المحافظة لا يمكن أن تُعزل عن سوريا الموحدة، وأنه لا مكان للمشاريع المذهبية أو الانفصالية.
الأزمة في السويداء: اختبار لوحدة سوريا
تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد خطير شهدته محافظة السويداء مؤخراً، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، وسط أنباء عن تدخلات خارجية، وغارات إسرائيلية تقول تل أبيب إنها جاءت لحماية الدروز، الأمر الذي رفضه بشدة الشيوخ والزعماء المحليون في لبنان وسوريا.
ويخشى مراقبون أن تتحول هذه المواجهات إلى شرارة جديدة لمشروع تقسيم سوريا على أسس طائفية، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة وقيادات درزية بأن ما يحدث يتطلب صوت العقل، وليس صراع السلاح أو التدخل الأجنبي.