ما رأي الدكتور نظير عياد في تيمّم المرأة التي تستخدم مستحضرات التجميل؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه؛ ما حكم تيمّم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل (المكياج)؟ فهناك امرأة متزوجة منذ خمس سنوات وتستخدم المكياج لتظهر بالمظهر اللائق أمام زوجها، فهل يجوز لها إذا أرادت الصلاة أن تتيمم بدلًا عن الوضوء؛ نظرًا لأنها إذا توضأت اضطرت إلى أن تزيل كل المكياج الذي تزيَّنت به، والذي أنفقت عليه مالًا كثيرًا، ويستغرق وقتًا طويلًا في وضعه؟ أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.
وأجاب على السائل الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا: لا يجوز شرعًا للمُكلَّفِ أن ينتقل من فرض الوضوء أو الغسل إلى رخصة التَّيَمُّمِ إلا عند فَقْدِ الماءِ حقيقةً أو حُكْمًا بعدم القدرة على استعمال الماء مع وجوده، ولا يجوز للمرأة التَّيَمُّمُ إذا وضعت أي مسحوقٍ من مساحيق التجميل (المكياج)، إلا إذا كان استعمال الماء سيترتب عليه ضَرَرٌ بالغٌ كتأخُّرِ الشفاء حالة المرض، أو زيادة المرض بسبب استعمال الماء أو فَقْدِ الماء حقيقةً، فيباح لها التيمم حينئذٍ، وإذا تيممت لغير عذر يبيح لها التيمم فصلاتها غير صحيحة، ويلزمها قضاؤها.

الشرع يحث الزوجة على التزين لزوجها لتحقيق السعادة الزوجية

أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية التزين والتجمل بين الزوجين كوسيلة لتعزيز السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية. فقد راعت التشريعات الإسلامية الغراء ميول الإنسان ورغباته الطبيعية، بما في ذلك الرغبة في رؤية الجمال الحسي، حيث أمرت الزوجة بالتزين لزوجها لتحقيق الإشباع العاطفي والحفاظ على العفة. جاء ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أي النساء خير؟” فقال: “التي تسره إذا نظر”، مما يؤكد أن جمال الزوجة وسلوكها الطيب يسهمان في إسعاد الزوج وحمايته من الانحراف. 

تحذير الشريعة من إهمال الزوجة لزينتها

حذرت الشريعة الإسلامية الزوجة من إهمال زينتها أو التهاون في تجميل نفسها لزوجها، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان “يكره للمرأة أن تكون مرهاء أو سلتاء أو عطلاء”، أي غير متحلية أو غير مكتحلة أو غير مختضبة. وقد فسر العلماء هذا التحذير بأنه وسيلة للحفاظ على جاذبية العلاقة الزوجية ومنع الفتور بين الزوجين. وأوضح الفقهاء أن حسن مظهر الزوجة ليس مجرد أمر ثانوي، بل هو عامل مساعد في الحفاظ على العفة والاستقرار الأسري. 

أثر مساحيق التجميل على الطهارة والصلاة

تختلف أنواع مساحيق التجميل (المكياج) من حيث تأثيرها على الطهارة، فبعضها لا يحول دون وصول الماء إلى البشرة، مثل الكريمات الرقيقة والألوان التي تمتصها الجلد، وبالتالي لا تؤثر على صحة الوضوء أو الغسل. أما النوع الثاني، الذي يشكل طبقة عازلة تمنع وصول الماء إلى الجلد، مثل الشمع والمواد الكثيفة، فإنه يبطل الطهارة ويجب إزالته قبل الوضوء أو الغسل. وقد أجمع الفقهاء على أن من شروط صحة الصلاة طهارة البشرة من أي حائل يمنع وصول الماء إليها، سواء في الوضوء أو الغسل. 

حكم تيمم المرأة التي تضع المكياج

ذهب جمهور العلماء إلى أن التيمم لا يجوز إلا عند فقدان الماء أو العجز عن استعماله بسبب المرض أو الخوف من الضرر. أما وجود مساحيق التجميل على الوجه فلا يعد عذرًا يبيح التيمم، لأن المرأة قادرة على إزالتها قبل الطهارة. وإذا تيممت المرأة دون عذر شرعي، فإن صلاتها تكون باطلة، ويجب عليها إعادة الصلوات التي أدتها بهذا التيمم. وأكد الفقهاء أن التيمم رخصة للمريض أو من لا يجد الماء، وليس بديلًا عن الوضوء لمجرد وجود المكياج، إلا إذا ترتب على إزالته ضرر صحي. 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً