سان جيرمان يواجه تحدي البقاء في القمة بدوري أبطال أوروبا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أنهى باريس سان جيرمان أسطورة غريمه التقليدي أولمبيك مارسيليا، بصفته النادي الفرنسي الوحيد المُتوّج بدوري أبطال أوروبا.

يأتي ذلك بعد انتظار دام 32 عاماً، إذ أحرز فريق العاصمة اللقب على حساب إنتر ميلان 5-0، ليحجز له مكاناً مع 23 نادياً سبق لها التتويج بذات الأذنين الكبيرتين.

ولم يكتفِ باريس سان جيرمان بالتتويج من دون ترك بصمته الخاصة، إذ حقق فوزاً بأكبر فارق أهداف في نهائيات المسابقة خلال 70 عاماً، ذلك أن أكبر فارق قبل نهائي ميونيخ كان 4 أهداف، وتكرّر 4 مرات، أعوام 1960 (ريال مدريد 7-3 آينتراخت فرانكفورت)، 1974 (بايرن ميونيخ 4-0 أتلتيكو مدريد)، 1989 (ميلان 4-0 شتيوا بوخارست) و1994 (ميلان 4-0 برشلونة).

ولأن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، فإن باريس سان جيرمان يواجه منذ الموسم المقبل أصعب تحدٍ في تاريخه، من خلال المنافسة مرة أخرى على لقب دوري أبطال أوروبا وبلوغ النهائي، في إنجاز سيُعتبر سابقة بالنسبة إلى الأندية الفرنسية.

لم يسبق لأيّ من تلك الأندية أن خاض نهائي المسابقة مرتين متتاليتين، منذ ريمس الذي لعب النهائي الثاني بعد 3 سنوات على الأول (1956-1959)، وأولمبيك مارسيليا الذي خسر نهائي 1991 قبل أن يُتوّج باللقب عام 1993.

أول مؤشرات البقاء في القمة

النادي الفرنسي يقدّم مؤشرات كثيرة تجعله قادراً على البقاء في قمة المنافسة أوروبياً، أبرزها عامل السنّ، إذ خاض نهائي دوري الأبطال بتشكيلة متوسّط أعمار لاعبيها يبلغ 24.8 عام، عكس إنتر الذي لعب المباراة بمتوسّط أعمار بلغ 30 عاماً.

وكان البرازيلي ماركينيوس الوحيد الذي تجاوز الثلاثين في الفريق الفرنسي، بينما برز ديزيري دوي كأصغر لاعب يُسجل هدفين في النهائي بعمر 19 عاماً و362 يوماً، وكان أحد المراهقين في المباراة، مع زميليه سيني مايولو ووارن زاير إيمري.

وشدّد ديزيري دوي على ضرورة التطوّر من أجل القدرة على نيل الألقاب دوماً، بقوله: “لدينا العديد من اللاعبين الشباب، إنهم بحاجة إلى التطوّر وأنا واحد منهم، سنسعى دائماً إلى ذلك”.

وبذلك عكس نضجاً كبيراً يتحلّى به هؤلاء اللاعبون، ونظرة النادي ككلّ، مدركاً أن مقارعة كبار القارة بتشكيلة شابة، لن يحدث سوى من خلال استقطاب أفضل الأسماء الصاعدة ودمجها تدريجاً مع عناصر الخبرة، وهذا ما يبدو مُتاحاً أمام فريق قادر على تحقيق أحلام النجوم الشباب.

لويس إنريكي و”غزو عالم كرة القدم”

أظهر المدرب الإسباني لويس إنريكي ثقة كبيرة جداً في كل تصريحاته خلال الأدوار الإقصائية، مؤكداً أن باريس سان جيرمان لن يرضى سوى بنيل اللقب، قبل أن يفتح تحدياً جديداً بعد التتويج، قائلاً: “نحن طموحون وسنواصل غزو عالم كرة القدم”.

هذا الكلام يؤكد أن لويس إنريكي يستهدف اللقب الثالث (بعد عام 2015 مع برشلونة) والالتحاق بزين الدين زيدان، بوب بيزلي وبيب غوارديولا، وذلك بعدما وضع اسمه في قائمة تضمّ 17 مدرباً تُوّجوا مرتين باللقب القاري الأغلى.

وبلغ طموح لويس إنريكي حدّه الأقصى، بعدما وضع باريس سان جيرمان ضمن قائمة الأندية المُتوّجة بالثلاثية، إذ حوّل تركيزه مباشرة إلى كأس العالم للأندية، بقوله: “إنها بطولة رائعة، نريد أن نختتم الموسم بأفضل شكل، مع وضع اللمسات الأخيرة على الكعكة”.

لويس إنريكي الذي وُصف بأنه “كابوس الإنجليز” هذا الموسم، أثبت أفضليته على الجميع، رغم شكوك حامت حول قدرته على النجاح، بعد رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد.

لكنه بنى فريقاً وصفه الحارس جيانلويجي دوناروما بأنه “أفضل كمجموعة”، كما اعتبر مدرب إنتر سيموني إنزاغي قبل نهائي ميونيخ أنه “الفريق الأكثر استحواذاً على الكرة في أوروبا”.

فشل سيتي فهل ينجح سان جيرمان؟

نجح لويس إنريكي في إعداد فريق لا يتأثر بغياب أي لاعب أياً يكن، ممّا يثير ترقباً بشأن دخوله سوق الانتقالات الصيفية، إذ أن النادي الفرنسي لا يحتاج إلى تغييرات كثيرة.

صحيفة L’Équipe تساءلت عن احتمال رحيل دوناروما، بعدما أثار شكوكاً في هذا الصدد، مشيرة إلى أن القائد ماركينيوس أبلغ أصدقاء مقرّبين برغبته في البقاء بالنادي لموسم آخر، كي يصل إلى قمة مستواه قبل كأس العالم 2026.

واستدركت أن الباب مفتوح أمام الكوري الجنوبي لي كانغ إن والبرتغالي غونسالو راموس، علماً أن عقديهما ينتهيان عام 2028.

ونقلت عن مصادر في النادي قولها: “لن نبيع أي لاعب بسعر بخس. لدينا فريق من أبطال أوروبا. إذا أراد طرف أحد لاعبينا، فسيكون ذلك بثمن نحدّده نحن”.

رؤية جديدة لا تعتمد على النجوم

ينسجم ذلك مع توجّه الرئيس ناصر الخليفي إلى مسار مختلف ورؤية جديدة لا تعتمد على النجوم البارزين، لكنها رغم ذلك لا تمتنع عن خطف أي نجم متألّق يستطيع العمل في مجموعة متكاملة.

حدث ذلك مع الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي انضمّ إلى باريس سان جيرمان من نابولي في يناير، وساهم في تحوّل جذري بمشواره في دوري الأبطال، من شبح الإقصاء إلى التتويج.

يؤكد تاريخ دوري أبطال أوروبا أن الحفاظ على اللقب أمر مُعقد بالنسبة إلى الجميع.

وكان ريال مدريد الاستثناء في السنوات الأخيرة، بعد نجاحه في نيل اللقب 3 مرات متتالية، قبل أن يحرزه مرتين بعد ذلك، آخرهما العام الماضي عندما أنهى أسطورة مانشستر سيتي بطل نسخة 2023.

بذلك قدّم النادي الإسباني درساً لباريس سان جيرمان، مفاده أن الحصول على لقب ثانٍ على التوالي لن يكون سهلاً، أمام أندية كبرى تطمح إلى دخول الموسم المقبل بقوة، لتعويض خيبات أمل متتالية. فهل سينجح الفرنسيون ومدرّبهم الإسباني في التحدي؟



‫0 تعليق

اترك تعليقاً