لطالما أثار واقي الساق الذي يرتديه اللاعبون انتباه جماهير كرة القدم في البطولات الكبيرة للمنتخبات والأندية.
سيشهد نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025 مشاركة لاعبين يضعان واقي الساق بطريقة خاصة وهما خفيتشا كفاراتسخيليا من باريس سان جيرمان وفيديريكو دي ماركو لاعب إنتر ميلان.
تقلص حجم واقيات الساق الخاصة بلاعبي كرة القدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، الأمر لم يعد مجرد اهتمام بالمظهر العام للاعب، بل بحثاً عن راحة أكبر أثناء اللعب موازاة مع تراجع المخاطر على اللاعبين من خلال تطور طرق اللعب والتحكيم.

ماذا يقول الأطباء؟
شهِد ميشيل كيرغاستيل الطبيب المخضرم لنادي بريست الفرنسي والذي يعمل معه منذ عام 1999، مرور أجيال عديدة من اللاعبين في عيادته ولاحظ مؤخراً “توجهاً واضحاً نحو البساطة” في واقيات الساق بحسب ما جاء في مقال مطول لصحيفة “ليكيب” الفرنسية.
ولكي نفهم مدى هذا التطور، يكفي أن نركز على حالة لاعبي كرة القدم الذين يرتدون الجوارب القصيرة لأنه تسمح بتخمين حجم المعدات التي تحمي الساق.
في عام 2025 أصبح من النادر للغاية رؤية قطعة من واقي الساق تبرز من جَوْرَب يرتديه لاعب في منتصف الساق، بالنسبة لخفيتشا كفاراتسخيليا (باريس سان جيرمان)، وفيديريكو دي ماركو (إنتر ميلان)، وفلوريان فيرتز (باير ليفركوزن)، وغريليش (مانشستر سيتي)، وبيدري (برشلونة)، وترينت ألكسندر أرنولد (ليفربول)، وباولو ديبالا (روما) عكس ما كان مع لاعبين سابقين.

الجيل القديم.. توتي مثالاً
لاعبو هذا الجيل يوجدون في حالة معاكسة تماماً في هذه النقطة بالذات لما كان عليه لاعبون كبار من الجيل السابق مثل فرانشيسكو توتي، روي كوستا، خوان سيباستيان فيرون، الذين كانوا يرتدون “واقياً للساق” يظهر من نصف الجوارب ولذلك يطرح السؤال لماذا فقدت هذه المعدات ارتفاعها وعرضها وسُمكها؟.
أصبحت الحركات المفاجئة أقل وغالباً ما تكون التدخلات التي قد تُسبب إصابات خطيرة مُقيّدة بقرارات الحكم وردع قانوني، لذا يتمتع اللاعبون بحماية أفضل من ذي قبل، ويختارون معدات بسيطة، تُساعد فقط في تجنب الإصابات المعقدة.
يؤكد الطبيب ميشيل كيرغاستيل أن اللعبة والتحكيم تغيرا، حيث أصبحت التدخلات الخشنة التي تهدد سلامة اللاعبين تُجابه بالبطاقات الحمراء (والاستئناف المحتمل من قبل تقنية حكم الفيديو المساعد) أكثر بكثير مما كانت عليه قبل بضعة عقود.
وقال: “اللاعبون محميون بشكل أفضل من ذي قبل، ويختارون معدات بسيطة، تساعد فقط على الدخول في المباريات، ولكنها لا توفر حماية كبيرة”.

الأولوية لراحة اللاعبين
ويُفسر هذا الانخفاض في مساحة سطح واقي الساق أيضاً بالبحث عن الراحة: “الاعبون يتدربون في معظم الأوقات بدون واقيات للساق، إنه شيء يزعجهم قليلاً”، كما يقول ميشيل كيرغاستيل.
واقيات الساق مثل مسامير الأحذية الرياضية، هي جزء من المعدات التي لا تقدمها الأندية للاعبين بل يوفرونها بأنفسهم ما زاد من هامش الحرية للاعبين في اختيار ما يريدون، يضاف إلى ذلك أن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، وهو الاتحاد الذي يضع قوانين اللعبة خفف من المعايير اللإلزامية في صيف عام 2024 حول هذا الموضوع.
لم تعد مسؤولية الحرص على ملاءمة الحجم والمادة الخاصة بواقي الساق تقع على عاتق الحكام، بل على اللاعبين أنفسهم، ولذلك فإنهم يتمتعون برفاهية الاختيار وبكل حرية فيما يخص النماذج الأكثر ملاءمة لرغباتهم.

أوليس.. الحالة الفريدة
هنالك حالة فريدة في كرة القدم، حيث يصر مايكل أوليس على اللعب بانتظام بدون واقيات للساق سواء في ناديه بايرن ميونيخ أو مع المنتخب الفرنسي كما حدث في أولمبياد 2024، عكس ما كان الحال عليه قبل عام 1990 (عندما أصبح ارتداؤها إلزامياً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم).
ويعود طبيب بريست للحديث: “نحن نفرض عليهم بالفعل ما يكفي من الإجراءات بشكل يومي فيما يتعلق بالتغذية ونمط الحياة وغيرها… والآن أصبحوا قادرين على إدارة أمورهم بمفردهم”.
“رغم أنني أعتقد أن كلما زادت الحماية التي نتمتع بها، كان ذلك أفضل، إلا أنني لم أشاهد أي إصابات خطيرة في السنوات الأخيرة كان من الممكن تجنبها باستخدام واقيات قصبة ساق كبيرة”.
وأضاف: “غالباً ما تأتي التدخلات المؤذية من الخلف، وترتبط معظم كسور عظام الساق اليوم بالإفراط في اللعب أكثر من ارتباطها بالتدخل”.
كما هو الحال دائماً اتبعت العلامات التجارية الاتجاه الذي وضعه نجوم اللعبة، وأصبح الشكل البسيط يكتسب أرضية في السوق.
تأثر العديد من اللاعبين الهواة اليوم أيضاً بما يحدث في ملاعب النخبة، دون الاستفادة من نفس الضمانات التحكيمية التي يتمتع بها اللاعبون المحترفون
في إنجلترا قررت العديد من الأندية للهواة حظر واقيات الساق الصغيرة بعد الاستماع إلى الاستئناف الذي قدمه اللاعب ألفى كولينز بعد تعرضه لكسر مزدوج.