

هاي كورة (بقلم توماس رونسيرو ـ as)
راؤول غونزاليس يودّع ريال مدريد مجددًا، لكن وداعه لا يشبه النهايات، بل يشبه استراحة محارب.
إنه مدريدي بالفطرة، وعاشق لا يتغير لهذا الشعار الذي ارتداه لاعبًا ومدربًا، ورحلته مع النادي تمتد من أول خطواته في الأكاديمية بعمر 15 عامًا حتى يومنا هذا، حيث يطوي صفحة جديدة على أمل العودة.
كانت رحلته الأولى في 2010 عندما غادر كلاعب، والآن يغادر كمدرب لفريق الكاستيا، بعد ست سنوات من العمل الدؤوب في أكاديمية النادي.
خلال هذه الفترة، لم يكن مجرد مدرب، بل كان مربّيًا حقيقيًا، غرس في اللاعبين الشبان قيم ريال مدريد، دون أن يبحث عن الأضواء أو المجد الشخصي.
بصرامته وشغفه، كوّن أجيالًا تركت بصمة وساهمت ماليًا وفنيًا للنادي.
لم يتردد في اتخاذ قرارات حازمة لضمان الانضباط.
وفوق كل شيء، لم يشكُ أبدًا، حتى وهو يشاهد لاعبيه يُستدعون يوميًا للتدرب مع أنشيلوتي، مما حرم فريقه من التوازن.
ودّع راؤول بعد تحقيق لقب دوري الشباب الأوروبي، وهو لقبه القاري الرابع مع النادي، لكن الحلم الذي لم يكتمل كان الصعود بالكاستيا.
اقترب منه كثيرًا، خاصة في مباراة إلدا، لولا خطأ فردي حرم الفريق من الصعود المستحق.
ورغم ذلك، لا يمكن قياس نجاح راؤول بالنتائج فقط.
تُقاس إنجازاته بتأثيره، بالتزامه، وبأنه ظل وفيًا لقيم النادي حتى آخر يوم. راؤول يرحل، نعم، لكنه سيعود، فهذا البيت له، وسيرته جزء لا يتجزأ من هوية ريال مدريد.