في خمسينيات القرن الماضي، لم تكن أبوظبي سوى مدينة صغيرة على ضفاف الخليج، يعتمد أهلها على صيد اللؤلؤ والتجارة المحدودة، وسط ظروف معيشية بسيطة وقاسية، لكن كل شيء تغيّر مع اكتشاف الذهب الأسود، الذي أطلق شرارة التحول الأكبر في تاريخ الإمارة ودولة الإمارات بأكملها.
اكتشاف النفط في أرض لا تُقهر
بدأت رحلات الاستكشاف منذ ثلاثينيات القرن العشرين، لكن الظروف الجغرافية والمناخية الصعبة أخّرت الوصول إلى نتائج حاسمة، وفي عام 1958، تم اكتشاف أول كميات كبيرة من النفط في حقل أم الشيف البحري، تلاه حقل مربان البري الذي أصبح لاحقًا القلب النابض لإنتاج أبوظبي النفطي، وبعد عامين فقط، تم تصدير أول شحنة نفطية من ميناء جبل الظنة في عام 1962، وكانت تلك الشحنة إيذانًا بولادة اقتصاد جديد.
ما يميز تجربة أبوظبي أنها لم تكتفِ بالاعتماد على العوائد النفطية، بل استثمرت هذه العوائد في بناء بنية تحتية متكاملة، وتأسيس قطاعات إنتاجية متنوعة،
وبفضل الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم إطلاق مشاريع عملاقة في مجالات التعليم، الصحة، الإسكان، والزراعة، إلى جانب تأسيس واحدة من أقوى الشركات الوطنية في مجال الطاقة: شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
أبوظبي اليوم نموذج اقتصادي يحتذى
اليوم، تُصنّف أبوظبي كواحدة من أغنى العواصم العربية، وأقوى اقتصادات المنطقة، بفضل التنويع الاقتصادي والسياسات الذكية في إدارة الموارد، ولقد تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للإمارة 250 مليار دولار، وتُعتبر مركزًا عالميًا للاستثمار والطاقة والاستدامة، ما كان ليحدث لولا الاكتشاف النفطي التاريخي واستثماره برؤية استراتيجية.
مرحبًا بك!
جارٍ تجهيز الصفحة…